الصحافة زمان

أفادنا السيد الدرديري محمد عثمان عضو مجلس السيادة الأول أنه حين كان يقرأ في الصحف من حين إلى آخر في الآونة الأخيرة عن عزم الدولة على إصدار قرار يقضي بمنح السادة أعضاء مجلس السيادة ورؤساء الوزارات السابقين معاشاً مكافأة لهم كان يحسب أن ذلك لن يصبح حقيقة.
أما الآن فإنه يود أن ينصح بإلغاء هذا القرار تقديراً للمسؤولية الوطنية وحدبًا على هذه البلاد التي ما أحوجها إلى إنفاق كل ما يدفعه الشعب لبناء اقتصاده المتدهور وتحسين مستوى حياته وإن العمل العام الذي يؤديه من يهبون أنفسهم للسياسة والقيادة إنما هو عمل خالص للوطن وليس في تقديري أنه عمل وظيفي شأنه شأن الخدمة المدنية، ويقيني أن المسؤولين سيتداركون هذا الأمر ويحولون دون أن يمر هذا الأمر بالأطوار القانونية المقررة لتنفيذه.
الرأي العام 8/2/8691م
من المحرر
كان الدرديري محمد عثمان من قادة الجبهة الوطنية وهي إحدى المجموعات الخمس الاتحادية والتي شكلت فيما بعد الحزب الوطني الاتحادي، وبعد ذلك شغل منصب عضو لجنة الحاكم العام التي ضمت اثنين من السودانيين بعد اتفاقية 3591م، وأصبح عضواً في مجلس السيادة الأول 35 ـ 8591م وهو من رجالات الطريقة الختمية ومن المشهور عنه أنه أول سوداني يقوم بمحاكمة أحد الإنجليز حينما كان قاضياً في بورتسودان.
اتعلموا منو يا دستوريين

علمنا أن القصر الجمهوري قد كتب للأعضاء السابقين واللاحقين لمجلس السيادة يخطرهم بأن الدولة قد قررت منحهم معاشاً شهرياً قدره «521» جنيهًا لكل عضو، كما علمنا أن السيد الدرديري محمد عثمان عضو مجلس السيادة الأول قد رد على القصر الجمهوري رافضاً المعاش في كلمات قصيرة في هذا المعنى «أرفض هذه المكافأة المعاشية لأن وطني في أشد الحاجة إليها والله الوفق».
الرأي العام 31/2/8691م
أحداث المولد
صدر البيان الرسمي التالي صباح أمس:
في حوالي الساعة التاسعة والنصف من ليلة البارحة الاثنين 12 أغسطس 1691م سار بعض الأشخاص في موكب شباب نحو ساحة المولد بأم درمان مخالفين بذلك القوانين والأوامر المعلنة لمنع المواكب شبه العسكرية تحت ستار الدين، وقد طلب منهم البوليس أن يتفرقوا ولما لم يذعنوا للأمر ألقى عليهم القنابل المسيلة للدموع بناء على أمر القاضي المختص، عند ذلك اعتدى هؤلاء الأشخاص على رجال البوليس بالضرب بالعصي والطعن بالأسلحة البيضاء فأطلق عليهم رجال البوليس النار.. وقد توفي ثلاثة من رجال البوليس ولا يزال خمسة بالمستشفى، كما توفي من رجال الموكب «21» لم تُعرف أسماؤهم بعد وحجز بالمستشفى «91» وقد بدأ رجال القضاء في التحقيق بعد وقوع الحادث مباشرة وحالة الأمن هادئة.
الرأي العام 22/8/1691م
من المحرر
الأحداث التي وقعت في العام 1691م شهر أغسطس عُرفت بأحداث المولد وقد وقع الصدام تحديداً بين الشرطة والأنصار من حزب الأمة