الرد على كلمة مبارك الفاضل يحذِّر المصريين من حكم الإخوان المسلمين

جاء في صحيفة الإنتباهة يوم الثلاثاء 14 جمادى الآخرة 1432هـ الموافق 17 مايو 2011م الصفحة الثانية العدد «1871» الخرطوم الإنتباهة بالعنوان أعلاه.
قال القيادي في حزب الأمة القومي مبارك الفاضل المهدي إن الشعب المصري يواجه أزمة كبيرة في الوقت الراهن بسبب قوة وتنظيم التيار الإسلامي وعلى رأسه الإخوان المسلمون محذِّراً من وصول الإسلاميين إلى السلطة قائلاً: «لو حكم الإخوان المسملون سوف تتمنون حكم مبارك» ووصف المهدي خلال ندوة بحزب العدل مساء أمس الأول الحكم الإسلامي بالشمولي والفاشي، موضحاً ذلك بأن من يحكم باسم الدين يعتبر معارضته هي معارضة لأمر الله ويعتبر أحكامه مقدسة لأنها دينية كما أنه حكم يقيِّد بالضرورة الحريات الشخصية لأن لديه مقاييس معينة لسلوك المواطنين، كما أنه يقيِّد حرية الفكر والبحث العلمي، مضيفاً: ما تواجهونه في مصر واجهناه في السودان عام 1985م ثم حدث إنقلاب للإخوان بعد خمس سنوات فقط.
وحذّر مبارك المثقفين المصريين لمواجهة المد أو التهوين منه متمنياً أن يتحلوا بعزيمة فرج فودة، مؤكداً أن عدم مواجهة هذا المد سيؤدي إلى كارثة على حد قوله.
1/ أقول لمبارك إذا كان التيار الإسلامي وعلى رأسه الإخوان قوي وسيحرز الغالبية، فلماذا تخوِّف منه المصريين وأن الانتخابات ستكون ديمقراطية وبحرية تامة الحزب الذي له الأغلبية يحكم البلد سواءً حزب الإخوان أو الأحزاب الأخرى.
2/ إن الإخوان لو جاءوا بالأغلبية سيحكمون مصر بالشريعة الإسلامية التي تخاف من حكمها أنت وتحذِّرهم منها أنت وذلك واجبهم وواجب كل حاكم مسلم وقد شرع الله الحكم بما أنزل ووصف الحاكم المسلم الذي لم يحكم بشرع الله بأنه كافر وفاسق وظالم، وقد حذّر الله الرسول صلى الله عليه وسلم ألا يتهاون في الحكم بما أنزل.
أين أنت يا مبارك من قول الله تعالى للرسول صلى الله عليه وسلم في القرآن للحكم بما أنزل الله وكل خطاب للرسول خطاب للمسلمين ولحكامهم قال الله تعالى «وكذلك أنزلنا حكماً عربياً ولئن اتبعت أهواءهم بعد ما جاءك من العلم ما لك من الله من وليٍّ ولا واقٍ» الآية «37» سورة الرعد وقوله «ولئن اتبعت أهواءهم بعد ما جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير» وقوله «وأحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك».
3/ إن المصريين الذين تخوِّفهم من شرع الله هم أو غيرهم لو حكموا بما أنزل الله سيفتح الله عليهم خزائن السماوات والأرض «ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم» وكذلك تعني المسلمين لو حكموا بالقرآن، والله لن يخلف الميعاد.
4/ كل مسلم يأبى الحكم بما أنزل الله مصيبته كبيرة وأنت ولد الإمام المهدي عليه السلام، كيف تقول هذا الكلام وتوصي به غيرك أن يأبوه وإن يبعدوا من يقومون به ومن أجل هذا قامت الثورة المهدية الإسلامية التي جاء بها جدك وناصرته كل فئات الشعب السوداني وفتح الخرطوم باثني ألف منهم وقتل حاكماً كافراً مستعمراً أجنبياً، وحكّم شرع الله ولو أطال الله في عمره أكثر من ستة أشهر لرأينا عجباً والأعمار بيد الله تعالى.
5/ وأقول لك بصراحة يا مبارك أنت أولى من يدعو الناس إلى الحكم بما أنزل الله وتبدأ بحزبك وإلا أنت على غير ما جاء به الإمام المهدي عليه السلام طيب الله ثراه وجعل الجنة مأواه.
6/ وأقول لك إن الحكم الإسلامي شمولي أي شامل لكل شيء وعادل وهو زاد للحياتين، وقولك يقدسون، القداسة لله وحده وأن الناس يقدرون كل من يحكم بما أنزل الله والمحكومين يعيشون في رخاء وأمن وأتحدى أن يكون في دول العالم كلها بلاد آمنة مطمئنة كالسعودية التي تطبق شرع الله تعالى لأن الله سبحانه وتعالى متوليها ومراقبها والبلدان التي نراها تغلي والتي انخلع حكامها لو كانوا يحكِّمون شرع الله تعالى لما حصل لهم ذلك.
7/ يا مبارك ماذا تعني بتقييد الحريات الشخصية، هل تريد فتح البارات والخمارات وبيوت الدعارة وطاولات الميسر والليالي الحمراء إن ذلك في الإسلام لا وما ينكره الشرع ينكره العقل.
8/ إن دين الإسلام يحثُّ على التفكُّر، والتفكُّر يحث على البحث العلمي «أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحت».
إن أول سورة نزلت في القرآن الكريم حثت على العلم والتعلم وأشارت إلى خلق الإنسان وأطوار خلقه وعدم الطغيان والإفتراء على الغير وهل ما نراه الآن في العالم من تنافر ومكر ودسايس يخرج من ذلك؟.
وأن القرآن الكريم الذي قال الله عنه «لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من عزيز حكيم» والذي فرّط الله فيه من شيء لو جمعنا بحوث المسلمين وغير المسلمين نجدها فيه وهو أصلها ومصدرها والحمد لله جامعاتنا في العالم العربي والإسلامي في العلم مليئة بالبحوث في ذلك من كافة المجالات وأصناف العلوم لمن يقرأ ويطلع على مكتباتها. ولو يفهم الغرب وأمريكا بالذات لو يفهمون القرآن وأسراره وإعجازه مثل فهمنا لما ضيعوا مليارات الدولارات لمعرفة أسرار الفضاء وهل القمر وغيره من الكواكب صالح لسكن للبشرية أم غير صالح وفعلاً قالوا القمر صالح بدليل آية واحدة في كتاب الله تعالى عن الأرض «منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى» وبعضهم صار يرجع في بحوثه ويربطها بالقرآن الكريم:
أ/ «والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم» «38» سورة يسن
ب/ «أولم يروا إن السموات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما»..
قال باطو البروفسير الأمريكي: المسافة بين الأرض والشمس «92» مليون ميل في الساعة وقال ثبت لنا انفصال السماء عن الأرض الآن وزمن محمد ما زمن علم وأن محمداً ما أتى به إلا من عند الله ودخل هذا العالم الإسلام عن قناعة.
9/ وأقول لمبارك إن وصيتك هذه للمصريين لا معنى لها وأهل مكة أدرى بشعابها، وفي العالم الغربي كله لا أعلم من المصريين ولهم جامعة الأزهر عمرها أكثر من ألف سنة وقبل جامعات أوروبا والعالم العربي بأسره وقد نشأ العلم في المدينة وترعرع في الشام والعراق وحصد في مصر ومنها انطلق إلى المغرب العربي والأندلس. وأهل مصر بعد ذهاب الكابوس العميل لأمريكا وإسرائيل، الذي ضيَّق الخناق حتى على الفلسطينيين، لهم اختيارهم ولا يحتاجون إلى توعية وإرشاد وأهل مكة أدرى بشعابها.