مواضيع مماثلة
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
تاريخ الفنون الشعبية في السودان
صفحة 1 من اصل 1
تاريخ الفنون الشعبية في السودان
الباحث : د. محمد طه منصور
المصدر : دار جامعة الخرطوم للنشر
[size=5]قراءة في تاريخها :الفنون الشعبية السودانية بين فك الحداثة وانياب التقليديين..
يرجح المؤرخون السودانيون ان الثقافة السودانية تأرجحت بين ثقافتي الزنجية والحامية وما طرأعليهما من مؤثرات خارجية وخاصة المؤثر المصري.وبالرغم من معاناة الباحثين لايجاد وثائق تؤرخ لاصول الفنون الشعبية بانواعها المختلفة الا ان الباحث الاستاذ معاوية حسن يس في كتابه (من تاريخ الغناء والموسيقي في السودان من اقدم العصور وحتي 1940 ) يري في جانب الغناء انه اول ماادرك الانسان الغناء في المناطق البدائية كان ذلك بغناء المجاميع ولان مهنة الصيد كانت المهنة الرئيسية لهم لم تمنحهم الوقت للتعاطي مع الفنون التي يري المؤرخون انها تحتاج لوقت اطول مثل الغناء ونظم الشعر..وطبقا لذلك لا يوجد اثر للغناء في السودان في حقب ما قبل التاريخ وان وجد ذلك..لذلك شكلت دولتا الفونج (1505-1821) والفور (1650-1874) الارهاص الحقيقي لغلبة التراث العربي الاسلامي علي مكونات الثقافة السودانية..اثرنا في (مشاوير فنية) ان نحاول استصحاب التاريخ والتقليب في واقع الادب الفن الشعبي عموما بما فين الاغنية والشعر والامثال الشعبية والاحاجي لنعرف ما اذا كان هذا التراث سيصمد في وجه موجة الحداثة هذه ام هو الي زوال وقد بدأنا في هذه الحلقة بالوقوف علي ملامح متفرقة من الاغنية والآلة الشعبية السودانية تاريخها وماهي عليه الان لنقف في الحلقة القادمة على الشعر الشعبي او العامي تاريخه وواقعة وامكانية استمرارة.
آلات موسيقية شعبية:
و نبدأ هنا بالآلات الموسيقية الشعبية التي دخلت السودان باكراً حيث نجد منها (آلة الطنبور )التي كانت تسمي في اللغة النوبية (كسر) ويقال انها جاءت من قيثارة في اليونانية. والدلوكة التي يعتقد محمد النور ضيف الله في طبقاته انها وجدت في كل المدن السودانية حيث ذكر ان ملوكها كانوا في سنار وانها انتشرت في الوسط وتغني بها في الجنوب الفنان الشعبي عمر ادفريني في ملكال.وانها كانت تضرب بمصاحبة (الشتم ) احيانا.وذهب الباحث الفلكلوري الطيب محمد الطيب ان الدلوكة التي تضرب بمصاحبة الشتم هي من غناء سكان النيل اما التي تضرب من غير شتم فهي من دلوكة البادية.
وايضا كان هناك الطار الذي يصاحب المديح النبوي.اما الالات التي جمعتها الفرق الشعبية الان فهي متقاربة ان لم تكن متشابهة فهي تستخدم ( الطنبور والبانمبو،الادنقو، الطبول بجانب الدنقر )..
*اغنيات شعبية قديمة:
من الاغنيات الشعبية التي كانت تغني علي انغام الدلوكة في عهد الفونج كما قال الطيب محمد الطيب واشار له معاوية حسن يس يقول مطلعها ( عيب الصبي كان كضب... ذي الكلب الضنب) ومراجع اخرى تشير الي ان اقدم نص غنائي شعبي لم يبق منه سوي بيت واحد كان يردده مقاتلو الشيخ بدوي ابو صفية البديري (نحن قبيل شن قلنا...قلنا الطير بياكلنا)..
وايضا الاغنية المشهورة (حليل موسى ) ووصف قرشي محمد حسن ( المدحة النبوية) بانها اغنية شعبية.. جاءت مرحلة اخرى من مراحل الغناء الشعبي تلت دخول عرب من الحجاز ومصر الي السودان اثروا في الاغنية ويري البعض انهم حاولوا تعريب الاغنية السودانية ذات الطابع الافريقي والسلم الخماسي ولكن ليس هناك دليل قاطع علي ذلك كما اشار معاوية حسن يس. جاءت مرحلة التركية والاغنيات المناهضة التي صاحبتها مثل اغنية مهيرة بت عبود في وجه قوات محمد علي باشا مثل (غنيت بالعديلة لي عيال شايق...البكسو الضعيفة ويلحقوا الضايق) وبنونة بت المك في ديار الجعليين حين قالت لاخيها (مو هو الفافنوس..مو هو الغليد البوص...ود المك عريس خيلا بجن عركوس...احي علي سيفو البحد الروس)،
اشار بعض المؤرخين الي ان هناك بعض الغناء الشعبي توارثته الاغنية الحديثة ولكن تذهب الاديبة السودانية فاطمة مدني الي ان غناء العهد التركي استمر على ماكان عليه ابان عهد الدولة السنارية الا القليل في المدن واواسط السودان التي اصابت نوعاً من التقدم بفضل الاتصال الخارجي الذي طرأ عليها.
جاءت اغنيات شعبية مثل (لامريسي ولاطنيبير ولاتمباك ولاسجير..ده كلو من مهديك الكبير) عندما دخل الغناء مرحلة ضبابية ابان المهدية..تخللته بعض اغنيات الهمباتة (الدوباي) التي شكلت اللبنة الاولي للغناء المعاصر..
فترة الحقيبة وكانت ايضاً الي جانب اغنية الحقيبة تسمي اغنية امدرمان قامت علي اعقاب فترة غناء الطنابرة الى نهايته وبداية الاغنية الحديثة..
*واقع الفنون الشعبية الان:
حديثا لم يكن هناك اهتمام رسمي يذكر بالفنون الشعبية خاصة وان معهد الموسيقي والدراما والفنون الشعبية (الكلية الان) لم يستطع ان يخصص مساحة لمدرسين ودارسين للفنون الشعبية وبالتالي تم الغاء الفنون الشعبية منه واختصر علي تدريس الموسيقي والدراما فقط، سيما فترة النصف الثاني من الثمانينيات وحتي الاول من تسعينيات القرن الماضي.
اما اتحاد فن الغناء الشعبي بالرغم من وجوده لم يكن له تاثير واضح في الاهتمام بالاغنية والآلات الشعبية..كل المساهمات كانت فردية من قبل الفنانين انفسهم..وبالمقابل كانت هناك افكار من بعض الموسيقيين لتكوين اوركسترا شعبية تجمع الآلات الشعبية السودانية وتتبع للدولة وبعض محاولات عديدة كما قال الفنان عبدالله يوسف لم ينج ذلك ولكن خلص الجميع الي ضرورة وجود فرقة شعبية بدلاً عن الاوركسترا فكانت الفرقة القومية للآلات الشعبية سنة (1994) برئاسة الدكتور الفاتح حسين وانشقت عنها فيما بعد فرقة (البانمبو) او كما هو شائع البالمبو ..التي انشقت عنها هي الاخرى رنين البالمبو ونجوم البالمبو وانغام البلد.
ونجد الفرقة القومية كونت فيما بعد عدداً من الفرق بمصاحبة اوكسترا شعبية منها (فرقة شبابية اخري.نسوية) وهناك فرق اخري مثل فرقة استيفن اوشيلا الاستعراضية التي اصبحت نواة لمعهد واراب لفنون الرقص الافريقي.و هذه الفرق قامت علي اعقاب تراث ثر قدمته فرق مثل (فرقة المسيرية، الكمبلا) وعلي ايقاعات مثل (الكرن)عند النوبة والكرش في دارفور وانغام الوازا في مناطق النيل الازرق. وفرقة الاكروبات السودانية.
* فنانون شعبيون :
من الفنانين الشعبيين بجانب عمر ادفريني في الجنوب كان ود السافل في الشمال وبلاص في ديار الشايقية ويوسف فتاكي ايضا في الجنوب وفي الغرب غني علي المردوم فرح بخيت ومحمد بخيت، الي جانب الطنابرة الي ود الفكي الذي يعرف بانه احدث انقلاب في مسيرة الاغنية السودانية. ونجد ايضا عدداً من فناني الغناء الحديث قد تغنوا بالآلات الشعبية وتعاملوا مع اغنيات شعبية اغنيات التراث عند حواء الطقطاقة وايضا الفنان ابوعبيدة حسن ومحمد وردي وبدايته بالطنبورهذا علي سبيل المثال فقط.
آلات شعيبة سقطت:
كما قال الفنان عبدالله يوسف مدير الادارة الفنية للفرقة القومية للآلات الشعبية ان هناك آلات سقطت لعدم منطقية استعمالها مثل (القوقو) وهي في شكل جزع شجرة يصعب اصطحابها جدا، وايضا الطبول الكبري والنحاس والدنقر شبه اختفت بحسب الاستاذ جراهام عبدالقادر مدير ادارة التراث بوزارة السياحة.
تحديث للتراث :
بعض الفرق احدثت تغييرا على الآلات الشعبية واخرى بصدد ادخال آلات حديثة عليه كفرقة( البالمبو) التي كانت تعمل علي الطنبور البالمبو فقط والتي تنوي ادخال آلتي (البيزجيتار والمندلين) كما قال رئيسها عوض حسن ابوزيد اما القومية فذكرمديرها الفني عبدالله يوسف بانها تستعمل الطنبور المدوزن بثلاثة طرق (طنبور ميلودي وطنبور باص واخر شعبي) ولم يُحدثوا فيها اي لم يدخلوا عليها آلات حديثة اطلاقاً.
هذه مجرد قراءة متواضعة في بعض وثائق تاريخ الغناء في السودان مروراً علي بعض التجارب الحاضرة وهي ستتواصل ان شاء الله من خلال المشاوير..
::: جميع الحقوق © 2006 محفوظة لصحيفة السودان الدولية والهوية الجامعة :::
الحلقة الثانية
الشعر كأحد الفنون الانسانية المهمة جداً والتي لها أثرها الواضح في تاريخ البشرية نجده محافظاً على مواقعه فى بعض الجهات وموجوداً مع بعض التشويه في جهات اخرى وخاصة الشعبي منه أو القومي كما يسميه البعض. كما نجد ان ملامحه قد أصبحت غير واضحة في جهات عديدة إثر موجة الحداثة التي دخلت عليه ...
في السودان عندنا الشعر القومي (اذكر ان التعريفات مختلفة هنا) ولكن القصد واحد وهو الشعر العامي او الشعبي مر بمراحل مختلفة وحقب استطاع ان يؤرخ لها وينقلها وصفاً الى هذا الجيل ولكن البعض يظن انه لن يصمد طويلاً في وجه موجة الحداثة التي قل ماافرزته هو قصيدة النثر كمدرسة مستحدثة ولكن البعض الاخر من العارفين ببواطنه يراهنون على بقائه واستمراره ..في هذه المساحة نبحر مع بعض المؤرخين والباحثين ونقلب بين صفحات الاسفار التي ارخت ووثقت لهذا الادب منذ بداياته وحتي الان. وهنا نذكر ملامح منه ...
مدخل:
اشار معاوية حسن يس في كتابه (من تاريخ الغناء والموسيقي في السودان من اقدم العصور وحتي 1940 ) الي ان العرب سواء كان دخولهم للبلاد قبل ظهور الاسلام او بعده كانت لهم فنونهم و غناؤهم الذي يتكون(من الكلمة واللحن)وكانوا يؤدونه على فطرتهم منذ عهد الجاهلية هو مثل مايعرف (بالحداء والنشيد) ولكن لاتوجد وثائق تدون هذه الوقائع لذلك نجد ان بدايات تدوين فنون الشعر وخاصة الشعبي منه الذي نحن الان بصدده الان نجده ببداية دولتي الفونج والفور (1504 -1821 _1650-1874) وذلك حسبما جاء في مخطوطة (كاتب الشونة) الشيخ احمد بن الحاج ابو علي التي حكى فيها سيرة واخبار ملوك الفونج حتى 1838 عن وجود قصائد فصيحة كانت تغني وتنشد وقتها مثل التي قيلت في مدح ملك الفونج بادي ابو دقن والتي قالت:
ا هد سلاماً عطر الكون نشره
الذ من الماء الزلال او القطر
واحلى واهنأ من وصال بلا جفا
واغلى واحلى من عقود من الدر
هو الملك المنصور بادي الذي له
مناقب قد جلت عن العد والحصر.
وكانت هناك نماذج من شعر الغزل في ظل ثقافة ذات ملامح اسلامية بحتة مثل ماجاء في كتاب الشيخ الدقلاشي الشهير بصاحب الربابة (الطريقة وآداب الذكر) حين يتغزل في (تهجة و هيبة) ويذكر احد المراجع التاريخية ان اقدم نص غنائي هو النص الشعري الشعبي الذي تبقى منه بيتان فقط كان يترنم به مقاتلو الفقيه بدوي ابو صفية البديري (نحن قبيل شن قلنا
قلنا الطير بيأكلنا)
ثم جاء بعده النص الغنائي التراثي المعروف (حليل موسي) الذي نظمته فقوسة جارية موسي ود جلي في رحيله. وهناك نص اخر من عهد الفونج وصلنا عبر التأريخ يقول
جاليين الكرس
وراكبين الترس
حربا مافي دس
وطعنا كلو رص
.....*ود تكتوك :
الشيخ فرح ود تكتوك يعتبر مؤرخاً شعبياً ارخ لتلك الحقبة اي حقبة نهاية المملكة السنارية بشتى الاشعار والامثال التراثية الشعبية.
*وفي المرحلة التي تلت ذلك كانت بداية مايعرف بالمسادير والدوبيت وايضا كان للحردلو (محمد عوض الكريم ابوسن) الذي يعتبره البعض اعظم شاعر شعبي سوداني نصوص شعرية شعبية في الغزل منها الابيات التي قالها عندما دخلت عليهم ابنة (ضوة) امته التي انشد فيها الكثير من الاشعار وهو على كبر حين سأل اخاه عبدالله من تكون هذه الفتاة وانشأ يقول :
(حت عبدالله شاف الحال معانا ضعيفة
ماقال ضوة خلت في عقابها خليفة ..)
*المسادير والدوبيت:
وفي هذه المرحلة من عمر الشعر القومي او الشعبي في السودان والتي تعتبر من اخصب فتراته برز شيوخ مايعرف بالمسادير والدوبيت بقيادة الحردلو ..
في تعريف المسدار انه رحلة زمانية او مكانية توصف بالشعر، ويعتبر الدوبيت عنصراً او مكوناً من مكونات المسدار اذ يمكن لمربع الدوبيت ان يكون جزءاً صغيراً من رحلة المسدار الطويلة ...
ويعتبر كثير من الباحثين ان المسادير ليست قاصرة على منطقة البطانة وديار الكبابيش ومنطقة الجعليين التي اشتهر شعراؤها بهذا الفن فقط,وانما المسادير قديمها ومستحدثها كتبت في جميع مناطق السودان مع التخفيف في البحر فيها في بعض المناطق كشعراء العامية في بلاد الشايقية وهي في الاصل تمثل نسقاً صوتياً للقبائل التي تهتم برعاية الابل..
شعراء شعبيون:
اذا اعتبرنا ان محمد عوض الكريم ابو سن (الحردلو) هو شيخ شعراء العامية نجد ان امتدادات مابعد الحردلو كانت ثرة ذات تجارب مقدرة فنجد ان الشاعر عبدالله حمد (ود شوراني) والصادق حمد الحلال وطه محمد علي الشلهمة وطه عبدالله البطحاني وعبدالله محمد حسب الله الشريقاوي ويوسف القسم الشوبلي وعثمان ود جماع البطحاني والعبيد احمد العبيد (ودابكالوقة) احمد الشيخ التهامي في منطقة الكواهلة ايضا من الشعراء المميزين الذين كانت رحلاتهم هي وصفاً لجغرافيا المكان مابين البطانة وديار الكبابيش و الكواهلة ..
في الدامر كان الشاعرنافع ود المكي الذي جدد في المسادير بوصف رحلة القطار بين المناطق المختلفة وكان هذا تجديداً وامتداداً للمسدار. كما كان هناك الشاعر القدير الطيب ود ضحوية وعكير الدامر. اما في الوسط فكانت اسرة البنا التي اهدت مكتبة الشعر القومي السوداني عدداً من الشعراء في مقدمتهم الشاعر عمر البنا ويوسف عبدالله البنا واحمد عبدالله البنا (الفرجوني ) الى جانب ود الرضي الذي كتب كثيراً في مدح شيخه ود بدر بالدوبيت وكان له مؤلفه الشهير (تنبيه الغافلين) بالدوبيت ..وفي ديار الشايقية كان شعراء المديح علي ود حليب وحاج الماحي الذي كان يسمي قصائده المسافرة في مدح المصطفي (ص) بالمسادير، وكان الشاعر الغنائي حسونه ثم جاء فيما بعد شعراء كتبوا المسادير في وصف رحلات الحبيب بالبصات السفرية مثل حسن الدابي وعبدالله محمد خير جبرالله ومامان وهي اعتبرت تجديداً في فن الدوبيت كالذي اتي به في منطقة الجعليين نافع ود المكي حين وصف رحلة القطار وهي ذات الرحلات التي كانت تصف السفر بالابل سابقا .اما في قبيلة المجانين بغرب السودان فهناك عدد من الشعراء الشباب الذين يكتبون الدوبيت والمسادير على شاكلة الحردلو مثل الشاعر عمر الشيخ وشقيقه الطيب الشيخ محمد رباح وعبدالله احمد علي ادريس الكباشي. *بين المديح والدوبيت :
يقول الباحث في التراث محمد الفاتح ابو عاقلة ان المدائح عند كثير من الشعراء اعتمدت او قامت على نسق الدوبيت ومنها ماذكرنا عن المادح ود حليب وحاج الماحي وود الرضي وود قدورة وابو كساوي وحتي المادحين الى وقت قريب كالشيخ عبدالرحيم البرعي نجدهم ذكروا الدوبيت والمسدار واهتموا به وقال ان ايقاعات او بحور المديح جاءت على اسماء الدوبيت مثل (الدقلاشي والهمباتي) وغيرهما.
*توثيق التراث :
نجد التراث الشعبي عموماً بما فيه الشعر القومي او العامي حظي بمجهودات واهتمام كبيرين من قبل الباحثين الحادبين على امر الثراث فنجد مثلاً للشيخ عبدالله عبدالرحمن جهود مقدرة ضمنها مؤلفه (كتاب العربية في السودان) والاستاذ عز الدين اسماعيل في مؤلفه (في الشعر القومي السوداني) واسهامات د.عبدالمجيد عابدين وعدد كبير من الباحثين مثل د.الطيب محمد الطيب وغيرهم. واسهامات الباحث الاستاذ محمد الفاتح ابو عاقلة في الاذاعة والتلفزيون وبعض الدراسات مثل (مشوار طيبة بت كوبار) والدراسة التي وثقت لاكثر من مائتي شاعر قومي وهي الان تحت الطبع وهناك اشارة مهمة ذكرها ابوعاقله بقوله ان (قاموس اللهجة العامية في السودان) للبروفسير عون الشريف قاسم استند في شواهده معظمها علي الدوبيت ...
وكان هناك لابي عاقلة (بوادينا)بالفضائية السودانية ودوبيت ومسادير بالاذاعة القومية اضافة الى برنامج (في خيمة الحردلو) و( دروب المشاهيد) الذي يبث على تلفزيون الجزيرة الان .ويستمر التوثيق على قدم وساق بجهود الكبار والباحثين من الشباب المهتمين بالتراث وتوثيقه.
*الحقيبة والدوبيت:
اي حديثنا ورحلة بحثنا في اوراق التراث مع الباحث محمد الفاتح ابو عاقلة ذكر ان الحقيبة او مرحلة ماسمي بحقيبة الفن او الاغنية الامدرمانية استند شعراؤها على الدوبيت واغلبهم كتب الدوبيت والمسادير الى جانب الفصيح ومنهم على سبيل المثال ود الفكي وود الرضي والعبادي الذي كتب مسرحيات بالدوبيت مثل (المك نمر ) وغيرهم ..
*مدارس شعبية جديدة :
هناك مدارس قائمة بذاتها نجدها ثابتة ومجددة ضمت عدداً من شعراء الغابة والصحراء امتداداً الى الشعراء محمد الحسن سالم حميد والقدال وهاشم صديق وازهري محمد علي و ابوعاقلة وعدد من الشعراء الشباب الذين ينبئون باستمرارية هذا النوع من الفن الشعبي وصموده بالرغم من موجة الحداثة التي ضربت جذور الشعر حتي الفصيح منه واوجدت مدارس مستحدثة مثل قصيدة النثر وغيرها من المدارس الحداثية .
باربعة شروط اساسية للتنافس
مهرجان ميلاد الاغنيات يطلق نسخته الثانية ..
اكد السمؤال خلف الله مدير المجلس القومي للاداب والفنون في حديثه ل(السوداني ان مهرجان ميلاد الاغنيات في نسخته الثانية سيأتي بالتعاون مع المجلس الاعلي للشباب والرياضة ومؤسسة اروقة للاداب والفنون سيبدأ فى مارس القادم بحفل (بانوراما ميلاد الاغنيات 2005) ويختتم اعماله فى شهر يوليو بعد اجراء المنافسات بين الشباب
وقد تم تكوين لجنة من مجموعة من المختصين ومديرى المراكز حيث يبدأ النشاط على مستوى المراكز ثم على مستوى المجلس الاعلى للثقافة والفنون وذلك فى شكل المنافسة الاول ثم ينتقل الى مسرح البقعة بام درمان حيث تبدأ الليالى التنافسية على ان تشهد قاعة الصداقة ختام المهرجان وتوزيع الجوائز،
ومن شروط التنافس على المهرجان لهذا العام: ان يكون العمل جديداً لم يسبق المشاركة به والتنافس فى اي مشاركات سابقة محلية او اقليمية او عالمية، وان يكون الشعر واللحن والاداء هى المعايير الكاملة للفوز، وان يكون الاشتراك عبر واحد من المراكز الشبابية فى محليات الخرطوم ، وان يتقدم المتنافسون بما يثبت تنازل اصحاب الحقوق الاصلية والمجاورة من شعر ولحن وفقاً لقوانين الملكية الفكرية.
وعبر السمؤال عن سعادته بانضمام المجلس الاعلى للشباب والرياضة برئاسة الاستاذ هاشم هرون الى المهرجان ومساهمته بالشراكة في انجاح هذا العمل. واضاف السمؤال بان المهرجان سيجيئ بنفس الشعار السابق (من التقليد الى التجديد) مع محاولة تجنب سلبيات المهرجانات السابقة.
وختاما تنوي الجهات الراعية للمهرجان اخراجه في البوم غنائي.
مقهي الصحفيين يستقبل محمد الامين ويؤبن ابو امنة حامد ...
بعد مشاركته امس في احتفالات اتحاد الفنانين للغناء والموسيقي بعودة وسلامة الفنان محمد الامين من رحلة العلاج بالخارج مقهي الصحفيين يستعد لحفل تأبين الشاعر الراحل ابو امنه حامد بمشاركة عدد من الجهات ذات الصلة .
اعداد :نسرين النمر [
يرجح المؤرخون السودانيون ان الثقافة السودانية تأرجحت بين ثقافتي الزنجية والحامية وما طرأعليهما من مؤثرات خارجية وخاصة المؤثر المصري.وبالرغم من معاناة الباحثين لايجاد وثائق تؤرخ لاصول الفنون الشعبية بانواعها المختلفة الا ان الباحث الاستاذ معاوية حسن يس في كتابه (من تاريخ الغناء والموسيقي في السودان من اقدم العصور وحتي 1940 ) يري في جانب الغناء انه اول ماادرك الانسان الغناء في المناطق البدائية كان ذلك بغناء المجاميع ولان مهنة الصيد كانت المهنة الرئيسية لهم لم تمنحهم الوقت للتعاطي مع الفنون التي يري المؤرخون انها تحتاج لوقت اطول مثل الغناء ونظم الشعر..وطبقا لذلك لا يوجد اثر للغناء في السودان في حقب ما قبل التاريخ وان وجد ذلك..لذلك شكلت دولتا الفونج (1505-1821) والفور (1650-1874) الارهاص الحقيقي لغلبة التراث العربي الاسلامي علي مكونات الثقافة السودانية..اثرنا في (مشاوير فنية) ان نحاول استصحاب التاريخ والتقليب في واقع الادب الفن الشعبي عموما بما فين الاغنية والشعر والامثال الشعبية والاحاجي لنعرف ما اذا كان هذا التراث سيصمد في وجه موجة الحداثة هذه ام هو الي زوال وقد بدأنا في هذه الحلقة بالوقوف علي ملامح متفرقة من الاغنية والآلة الشعبية السودانية تاريخها وماهي عليه الان لنقف في الحلقة القادمة على الشعر الشعبي او العامي تاريخه وواقعة وامكانية استمرارة.
آلات موسيقية شعبية:
و نبدأ هنا بالآلات الموسيقية الشعبية التي دخلت السودان باكراً حيث نجد منها (آلة الطنبور )التي كانت تسمي في اللغة النوبية (كسر) ويقال انها جاءت من قيثارة في اليونانية. والدلوكة التي يعتقد محمد النور ضيف الله في طبقاته انها وجدت في كل المدن السودانية حيث ذكر ان ملوكها كانوا في سنار وانها انتشرت في الوسط وتغني بها في الجنوب الفنان الشعبي عمر ادفريني في ملكال.وانها كانت تضرب بمصاحبة (الشتم ) احيانا.وذهب الباحث الفلكلوري الطيب محمد الطيب ان الدلوكة التي تضرب بمصاحبة الشتم هي من غناء سكان النيل اما التي تضرب من غير شتم فهي من دلوكة البادية.
وايضا كان هناك الطار الذي يصاحب المديح النبوي.اما الالات التي جمعتها الفرق الشعبية الان فهي متقاربة ان لم تكن متشابهة فهي تستخدم ( الطنبور والبانمبو،الادنقو، الطبول بجانب الدنقر )..
*اغنيات شعبية قديمة:
من الاغنيات الشعبية التي كانت تغني علي انغام الدلوكة في عهد الفونج كما قال الطيب محمد الطيب واشار له معاوية حسن يس يقول مطلعها ( عيب الصبي كان كضب... ذي الكلب الضنب) ومراجع اخرى تشير الي ان اقدم نص غنائي شعبي لم يبق منه سوي بيت واحد كان يردده مقاتلو الشيخ بدوي ابو صفية البديري (نحن قبيل شن قلنا...قلنا الطير بياكلنا)..
وايضا الاغنية المشهورة (حليل موسى ) ووصف قرشي محمد حسن ( المدحة النبوية) بانها اغنية شعبية.. جاءت مرحلة اخرى من مراحل الغناء الشعبي تلت دخول عرب من الحجاز ومصر الي السودان اثروا في الاغنية ويري البعض انهم حاولوا تعريب الاغنية السودانية ذات الطابع الافريقي والسلم الخماسي ولكن ليس هناك دليل قاطع علي ذلك كما اشار معاوية حسن يس. جاءت مرحلة التركية والاغنيات المناهضة التي صاحبتها مثل اغنية مهيرة بت عبود في وجه قوات محمد علي باشا مثل (غنيت بالعديلة لي عيال شايق...البكسو الضعيفة ويلحقوا الضايق) وبنونة بت المك في ديار الجعليين حين قالت لاخيها (مو هو الفافنوس..مو هو الغليد البوص...ود المك عريس خيلا بجن عركوس...احي علي سيفو البحد الروس)،
اشار بعض المؤرخين الي ان هناك بعض الغناء الشعبي توارثته الاغنية الحديثة ولكن تذهب الاديبة السودانية فاطمة مدني الي ان غناء العهد التركي استمر على ماكان عليه ابان عهد الدولة السنارية الا القليل في المدن واواسط السودان التي اصابت نوعاً من التقدم بفضل الاتصال الخارجي الذي طرأ عليها.
جاءت اغنيات شعبية مثل (لامريسي ولاطنيبير ولاتمباك ولاسجير..ده كلو من مهديك الكبير) عندما دخل الغناء مرحلة ضبابية ابان المهدية..تخللته بعض اغنيات الهمباتة (الدوباي) التي شكلت اللبنة الاولي للغناء المعاصر..
فترة الحقيبة وكانت ايضاً الي جانب اغنية الحقيبة تسمي اغنية امدرمان قامت علي اعقاب فترة غناء الطنابرة الى نهايته وبداية الاغنية الحديثة..
*واقع الفنون الشعبية الان:
حديثا لم يكن هناك اهتمام رسمي يذكر بالفنون الشعبية خاصة وان معهد الموسيقي والدراما والفنون الشعبية (الكلية الان) لم يستطع ان يخصص مساحة لمدرسين ودارسين للفنون الشعبية وبالتالي تم الغاء الفنون الشعبية منه واختصر علي تدريس الموسيقي والدراما فقط، سيما فترة النصف الثاني من الثمانينيات وحتي الاول من تسعينيات القرن الماضي.
اما اتحاد فن الغناء الشعبي بالرغم من وجوده لم يكن له تاثير واضح في الاهتمام بالاغنية والآلات الشعبية..كل المساهمات كانت فردية من قبل الفنانين انفسهم..وبالمقابل كانت هناك افكار من بعض الموسيقيين لتكوين اوركسترا شعبية تجمع الآلات الشعبية السودانية وتتبع للدولة وبعض محاولات عديدة كما قال الفنان عبدالله يوسف لم ينج ذلك ولكن خلص الجميع الي ضرورة وجود فرقة شعبية بدلاً عن الاوركسترا فكانت الفرقة القومية للآلات الشعبية سنة (1994) برئاسة الدكتور الفاتح حسين وانشقت عنها فيما بعد فرقة (البانمبو) او كما هو شائع البالمبو ..التي انشقت عنها هي الاخرى رنين البالمبو ونجوم البالمبو وانغام البلد.
ونجد الفرقة القومية كونت فيما بعد عدداً من الفرق بمصاحبة اوكسترا شعبية منها (فرقة شبابية اخري.نسوية) وهناك فرق اخري مثل فرقة استيفن اوشيلا الاستعراضية التي اصبحت نواة لمعهد واراب لفنون الرقص الافريقي.و هذه الفرق قامت علي اعقاب تراث ثر قدمته فرق مثل (فرقة المسيرية، الكمبلا) وعلي ايقاعات مثل (الكرن)عند النوبة والكرش في دارفور وانغام الوازا في مناطق النيل الازرق. وفرقة الاكروبات السودانية.
* فنانون شعبيون :
من الفنانين الشعبيين بجانب عمر ادفريني في الجنوب كان ود السافل في الشمال وبلاص في ديار الشايقية ويوسف فتاكي ايضا في الجنوب وفي الغرب غني علي المردوم فرح بخيت ومحمد بخيت، الي جانب الطنابرة الي ود الفكي الذي يعرف بانه احدث انقلاب في مسيرة الاغنية السودانية. ونجد ايضا عدداً من فناني الغناء الحديث قد تغنوا بالآلات الشعبية وتعاملوا مع اغنيات شعبية اغنيات التراث عند حواء الطقطاقة وايضا الفنان ابوعبيدة حسن ومحمد وردي وبدايته بالطنبورهذا علي سبيل المثال فقط.
آلات شعيبة سقطت:
كما قال الفنان عبدالله يوسف مدير الادارة الفنية للفرقة القومية للآلات الشعبية ان هناك آلات سقطت لعدم منطقية استعمالها مثل (القوقو) وهي في شكل جزع شجرة يصعب اصطحابها جدا، وايضا الطبول الكبري والنحاس والدنقر شبه اختفت بحسب الاستاذ جراهام عبدالقادر مدير ادارة التراث بوزارة السياحة.
تحديث للتراث :
بعض الفرق احدثت تغييرا على الآلات الشعبية واخرى بصدد ادخال آلات حديثة عليه كفرقة( البالمبو) التي كانت تعمل علي الطنبور البالمبو فقط والتي تنوي ادخال آلتي (البيزجيتار والمندلين) كما قال رئيسها عوض حسن ابوزيد اما القومية فذكرمديرها الفني عبدالله يوسف بانها تستعمل الطنبور المدوزن بثلاثة طرق (طنبور ميلودي وطنبور باص واخر شعبي) ولم يُحدثوا فيها اي لم يدخلوا عليها آلات حديثة اطلاقاً.
هذه مجرد قراءة متواضعة في بعض وثائق تاريخ الغناء في السودان مروراً علي بعض التجارب الحاضرة وهي ستتواصل ان شاء الله من خلال المشاوير..
::: جميع الحقوق © 2006 محفوظة لصحيفة السودان الدولية والهوية الجامعة :::
الحلقة الثانية
الشعر كأحد الفنون الانسانية المهمة جداً والتي لها أثرها الواضح في تاريخ البشرية نجده محافظاً على مواقعه فى بعض الجهات وموجوداً مع بعض التشويه في جهات اخرى وخاصة الشعبي منه أو القومي كما يسميه البعض. كما نجد ان ملامحه قد أصبحت غير واضحة في جهات عديدة إثر موجة الحداثة التي دخلت عليه ...
في السودان عندنا الشعر القومي (اذكر ان التعريفات مختلفة هنا) ولكن القصد واحد وهو الشعر العامي او الشعبي مر بمراحل مختلفة وحقب استطاع ان يؤرخ لها وينقلها وصفاً الى هذا الجيل ولكن البعض يظن انه لن يصمد طويلاً في وجه موجة الحداثة التي قل ماافرزته هو قصيدة النثر كمدرسة مستحدثة ولكن البعض الاخر من العارفين ببواطنه يراهنون على بقائه واستمراره ..في هذه المساحة نبحر مع بعض المؤرخين والباحثين ونقلب بين صفحات الاسفار التي ارخت ووثقت لهذا الادب منذ بداياته وحتي الان. وهنا نذكر ملامح منه ...
مدخل:
اشار معاوية حسن يس في كتابه (من تاريخ الغناء والموسيقي في السودان من اقدم العصور وحتي 1940 ) الي ان العرب سواء كان دخولهم للبلاد قبل ظهور الاسلام او بعده كانت لهم فنونهم و غناؤهم الذي يتكون(من الكلمة واللحن)وكانوا يؤدونه على فطرتهم منذ عهد الجاهلية هو مثل مايعرف (بالحداء والنشيد) ولكن لاتوجد وثائق تدون هذه الوقائع لذلك نجد ان بدايات تدوين فنون الشعر وخاصة الشعبي منه الذي نحن الان بصدده الان نجده ببداية دولتي الفونج والفور (1504 -1821 _1650-1874) وذلك حسبما جاء في مخطوطة (كاتب الشونة) الشيخ احمد بن الحاج ابو علي التي حكى فيها سيرة واخبار ملوك الفونج حتى 1838 عن وجود قصائد فصيحة كانت تغني وتنشد وقتها مثل التي قيلت في مدح ملك الفونج بادي ابو دقن والتي قالت:
ا هد سلاماً عطر الكون نشره
الذ من الماء الزلال او القطر
واحلى واهنأ من وصال بلا جفا
واغلى واحلى من عقود من الدر
هو الملك المنصور بادي الذي له
مناقب قد جلت عن العد والحصر.
وكانت هناك نماذج من شعر الغزل في ظل ثقافة ذات ملامح اسلامية بحتة مثل ماجاء في كتاب الشيخ الدقلاشي الشهير بصاحب الربابة (الطريقة وآداب الذكر) حين يتغزل في (تهجة و هيبة) ويذكر احد المراجع التاريخية ان اقدم نص غنائي هو النص الشعري الشعبي الذي تبقى منه بيتان فقط كان يترنم به مقاتلو الفقيه بدوي ابو صفية البديري (نحن قبيل شن قلنا
قلنا الطير بيأكلنا)
ثم جاء بعده النص الغنائي التراثي المعروف (حليل موسي) الذي نظمته فقوسة جارية موسي ود جلي في رحيله. وهناك نص اخر من عهد الفونج وصلنا عبر التأريخ يقول
جاليين الكرس
وراكبين الترس
حربا مافي دس
وطعنا كلو رص
.....*ود تكتوك :
الشيخ فرح ود تكتوك يعتبر مؤرخاً شعبياً ارخ لتلك الحقبة اي حقبة نهاية المملكة السنارية بشتى الاشعار والامثال التراثية الشعبية.
*وفي المرحلة التي تلت ذلك كانت بداية مايعرف بالمسادير والدوبيت وايضا كان للحردلو (محمد عوض الكريم ابوسن) الذي يعتبره البعض اعظم شاعر شعبي سوداني نصوص شعرية شعبية في الغزل منها الابيات التي قالها عندما دخلت عليهم ابنة (ضوة) امته التي انشد فيها الكثير من الاشعار وهو على كبر حين سأل اخاه عبدالله من تكون هذه الفتاة وانشأ يقول :
(حت عبدالله شاف الحال معانا ضعيفة
ماقال ضوة خلت في عقابها خليفة ..)
*المسادير والدوبيت:
وفي هذه المرحلة من عمر الشعر القومي او الشعبي في السودان والتي تعتبر من اخصب فتراته برز شيوخ مايعرف بالمسادير والدوبيت بقيادة الحردلو ..
في تعريف المسدار انه رحلة زمانية او مكانية توصف بالشعر، ويعتبر الدوبيت عنصراً او مكوناً من مكونات المسدار اذ يمكن لمربع الدوبيت ان يكون جزءاً صغيراً من رحلة المسدار الطويلة ...
ويعتبر كثير من الباحثين ان المسادير ليست قاصرة على منطقة البطانة وديار الكبابيش ومنطقة الجعليين التي اشتهر شعراؤها بهذا الفن فقط,وانما المسادير قديمها ومستحدثها كتبت في جميع مناطق السودان مع التخفيف في البحر فيها في بعض المناطق كشعراء العامية في بلاد الشايقية وهي في الاصل تمثل نسقاً صوتياً للقبائل التي تهتم برعاية الابل..
شعراء شعبيون:
اذا اعتبرنا ان محمد عوض الكريم ابو سن (الحردلو) هو شيخ شعراء العامية نجد ان امتدادات مابعد الحردلو كانت ثرة ذات تجارب مقدرة فنجد ان الشاعر عبدالله حمد (ود شوراني) والصادق حمد الحلال وطه محمد علي الشلهمة وطه عبدالله البطحاني وعبدالله محمد حسب الله الشريقاوي ويوسف القسم الشوبلي وعثمان ود جماع البطحاني والعبيد احمد العبيد (ودابكالوقة) احمد الشيخ التهامي في منطقة الكواهلة ايضا من الشعراء المميزين الذين كانت رحلاتهم هي وصفاً لجغرافيا المكان مابين البطانة وديار الكبابيش و الكواهلة ..
في الدامر كان الشاعرنافع ود المكي الذي جدد في المسادير بوصف رحلة القطار بين المناطق المختلفة وكان هذا تجديداً وامتداداً للمسدار. كما كان هناك الشاعر القدير الطيب ود ضحوية وعكير الدامر. اما في الوسط فكانت اسرة البنا التي اهدت مكتبة الشعر القومي السوداني عدداً من الشعراء في مقدمتهم الشاعر عمر البنا ويوسف عبدالله البنا واحمد عبدالله البنا (الفرجوني ) الى جانب ود الرضي الذي كتب كثيراً في مدح شيخه ود بدر بالدوبيت وكان له مؤلفه الشهير (تنبيه الغافلين) بالدوبيت ..وفي ديار الشايقية كان شعراء المديح علي ود حليب وحاج الماحي الذي كان يسمي قصائده المسافرة في مدح المصطفي (ص) بالمسادير، وكان الشاعر الغنائي حسونه ثم جاء فيما بعد شعراء كتبوا المسادير في وصف رحلات الحبيب بالبصات السفرية مثل حسن الدابي وعبدالله محمد خير جبرالله ومامان وهي اعتبرت تجديداً في فن الدوبيت كالذي اتي به في منطقة الجعليين نافع ود المكي حين وصف رحلة القطار وهي ذات الرحلات التي كانت تصف السفر بالابل سابقا .اما في قبيلة المجانين بغرب السودان فهناك عدد من الشعراء الشباب الذين يكتبون الدوبيت والمسادير على شاكلة الحردلو مثل الشاعر عمر الشيخ وشقيقه الطيب الشيخ محمد رباح وعبدالله احمد علي ادريس الكباشي. *بين المديح والدوبيت :
يقول الباحث في التراث محمد الفاتح ابو عاقلة ان المدائح عند كثير من الشعراء اعتمدت او قامت على نسق الدوبيت ومنها ماذكرنا عن المادح ود حليب وحاج الماحي وود الرضي وود قدورة وابو كساوي وحتي المادحين الى وقت قريب كالشيخ عبدالرحيم البرعي نجدهم ذكروا الدوبيت والمسدار واهتموا به وقال ان ايقاعات او بحور المديح جاءت على اسماء الدوبيت مثل (الدقلاشي والهمباتي) وغيرهما.
*توثيق التراث :
نجد التراث الشعبي عموماً بما فيه الشعر القومي او العامي حظي بمجهودات واهتمام كبيرين من قبل الباحثين الحادبين على امر الثراث فنجد مثلاً للشيخ عبدالله عبدالرحمن جهود مقدرة ضمنها مؤلفه (كتاب العربية في السودان) والاستاذ عز الدين اسماعيل في مؤلفه (في الشعر القومي السوداني) واسهامات د.عبدالمجيد عابدين وعدد كبير من الباحثين مثل د.الطيب محمد الطيب وغيرهم. واسهامات الباحث الاستاذ محمد الفاتح ابو عاقلة في الاذاعة والتلفزيون وبعض الدراسات مثل (مشوار طيبة بت كوبار) والدراسة التي وثقت لاكثر من مائتي شاعر قومي وهي الان تحت الطبع وهناك اشارة مهمة ذكرها ابوعاقله بقوله ان (قاموس اللهجة العامية في السودان) للبروفسير عون الشريف قاسم استند في شواهده معظمها علي الدوبيت ...
وكان هناك لابي عاقلة (بوادينا)بالفضائية السودانية ودوبيت ومسادير بالاذاعة القومية اضافة الى برنامج (في خيمة الحردلو) و( دروب المشاهيد) الذي يبث على تلفزيون الجزيرة الان .ويستمر التوثيق على قدم وساق بجهود الكبار والباحثين من الشباب المهتمين بالتراث وتوثيقه.
*الحقيبة والدوبيت:
اي حديثنا ورحلة بحثنا في اوراق التراث مع الباحث محمد الفاتح ابو عاقلة ذكر ان الحقيبة او مرحلة ماسمي بحقيبة الفن او الاغنية الامدرمانية استند شعراؤها على الدوبيت واغلبهم كتب الدوبيت والمسادير الى جانب الفصيح ومنهم على سبيل المثال ود الفكي وود الرضي والعبادي الذي كتب مسرحيات بالدوبيت مثل (المك نمر ) وغيرهم ..
*مدارس شعبية جديدة :
هناك مدارس قائمة بذاتها نجدها ثابتة ومجددة ضمت عدداً من شعراء الغابة والصحراء امتداداً الى الشعراء محمد الحسن سالم حميد والقدال وهاشم صديق وازهري محمد علي و ابوعاقلة وعدد من الشعراء الشباب الذين ينبئون باستمرارية هذا النوع من الفن الشعبي وصموده بالرغم من موجة الحداثة التي ضربت جذور الشعر حتي الفصيح منه واوجدت مدارس مستحدثة مثل قصيدة النثر وغيرها من المدارس الحداثية .
باربعة شروط اساسية للتنافس
مهرجان ميلاد الاغنيات يطلق نسخته الثانية ..
اكد السمؤال خلف الله مدير المجلس القومي للاداب والفنون في حديثه ل(السوداني ان مهرجان ميلاد الاغنيات في نسخته الثانية سيأتي بالتعاون مع المجلس الاعلي للشباب والرياضة ومؤسسة اروقة للاداب والفنون سيبدأ فى مارس القادم بحفل (بانوراما ميلاد الاغنيات 2005) ويختتم اعماله فى شهر يوليو بعد اجراء المنافسات بين الشباب
وقد تم تكوين لجنة من مجموعة من المختصين ومديرى المراكز حيث يبدأ النشاط على مستوى المراكز ثم على مستوى المجلس الاعلى للثقافة والفنون وذلك فى شكل المنافسة الاول ثم ينتقل الى مسرح البقعة بام درمان حيث تبدأ الليالى التنافسية على ان تشهد قاعة الصداقة ختام المهرجان وتوزيع الجوائز،
ومن شروط التنافس على المهرجان لهذا العام: ان يكون العمل جديداً لم يسبق المشاركة به والتنافس فى اي مشاركات سابقة محلية او اقليمية او عالمية، وان يكون الشعر واللحن والاداء هى المعايير الكاملة للفوز، وان يكون الاشتراك عبر واحد من المراكز الشبابية فى محليات الخرطوم ، وان يتقدم المتنافسون بما يثبت تنازل اصحاب الحقوق الاصلية والمجاورة من شعر ولحن وفقاً لقوانين الملكية الفكرية.
وعبر السمؤال عن سعادته بانضمام المجلس الاعلى للشباب والرياضة برئاسة الاستاذ هاشم هرون الى المهرجان ومساهمته بالشراكة في انجاح هذا العمل. واضاف السمؤال بان المهرجان سيجيئ بنفس الشعار السابق (من التقليد الى التجديد) مع محاولة تجنب سلبيات المهرجانات السابقة.
وختاما تنوي الجهات الراعية للمهرجان اخراجه في البوم غنائي.
مقهي الصحفيين يستقبل محمد الامين ويؤبن ابو امنة حامد ...
بعد مشاركته امس في احتفالات اتحاد الفنانين للغناء والموسيقي بعودة وسلامة الفنان محمد الامين من رحلة العلاج بالخارج مقهي الصحفيين يستعد لحفل تأبين الشاعر الراحل ابو امنه حامد بمشاركة عدد من الجهات ذات الصلة .
اعداد :نسرين النمر [
د. محمد طه منصور- المشرف
- عدد المساهمات : 130
نقاط : 5170
تقييم : 13
تاريخ التسجيل : 18/05/2011
العمر : 62
الموقع : المملكة العربية السعودية - جدة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الإثنين نوفمبر 11, 2013 4:47 pm من طرف ود الشرق
» تحضير كحلة بنت الملك برقان
الأحد نوفمبر 10, 2013 3:20 pm من طرف ود الشرق
» جميع اعطال الشبكه في اي جهاز
الأربعاء مايو 29, 2013 3:57 pm من طرف خانجى
» هنا اكـــــــــــــــــــبر واحــــــــــــــــــــــدث مكتبة فى صـــــــــــــــيـــانــــــــة نـــــــــــــــــــوكـــــــــــــــيا
الأربعاء مايو 29, 2013 3:50 pm من طرف خانجى
» حل مشاكل الاضاءة في اجهزة نوكيا في برنامج واحد
الأربعاء مايو 29, 2013 3:43 pm من طرف خانجى
» برنامج الشـامل لـصيانة الهـواتف الـنقالة
الأربعاء مايو 29, 2013 3:27 pm من طرف خانجى
» حل مشكلة الماكس كي، يطلب تحديث مع آخر إصدار للبرنامج
الأربعاء مايو 29, 2013 3:25 pm من طرف خانجى
» أكواد سحرية لنوكيا 1600 2600 2310 لتدوير الشاشة
الأربعاء مايو 29, 2013 3:17 pm من طرف خانجى
» فلم النبى محمد صلى الله علية وسلم
الأربعاء سبتمبر 12, 2012 6:53 pm من طرف ود الشرق