منبر السلام العادل.. ماذا بعد الانفصال..؟!2

صقر السودان الشرقى

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

مطلوبات المرحلة القادمة:
افتتح الندوة سعادة العميد«م» ساتي محمد سوركتي القيادي بمنبر السلام العادل وقال: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين ..السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته.. يسعدنا في منبر السلام ان نعود الى هذه المنطقة مرة أخرى لنتحدث في ندوة عنوانها «ماذا بعد الانفصال؟» والانفصال كان موقفا اختصر الحالة السياسية برمتها، ومثل منها موقفا شرعياً وسياسياً، وليس عجيباً ان تدغم احيانا الرؤى أو تدغم الفلسفات والآليات السياسية في مواقف تاريخية بعينها، يندرج فيها كل العقل السياسي حتى يتجاوز هذا الموقف أو هذا الحل، ثم يستشرف مآلات هذا الحل وعواقبه ومطلوباته اللاحقة. وقال إن العقل الذي تمثل هذا الانفصال عليه أو هو بالضرورة العقل الذي يستجيب لتبعياته، فيثور فيه السؤال المنطقي ماذا بعد الانفصال؟ لأن العمل السياسي في حقيقته صراع إرادات، حتى أحوال التدين هي صراع إرادات، إرادة خيرة في مقابل إرادة أخرى، والعمل السياسي كذلك صراع إرادات، فماذا تريد الارادة المقابلة التي كانت تسوق الوطن والمنطقة لأغراضها عن طريق الوحدة .. والآن لا وحدة، فماذا تريد هذه الارادة المقابلة، ثم أن الانفصال تتشكل بمقتضاه حقائق جوهرية تخاطب أمهات المسائل السياسية الهوية، المجتمع، الادارة، الامن، والدفاع وتخاطب الاقتصاد والعلاقات الدولية، وهي سلاسل وتبعات ومطلوبات صياغة ما بعد الانفصال، ومن هنا يعود السؤال ليطل برأسه ماذا بعد الانفصال، ولهذا جئنا الى هنا، ويسعدني جدا في مفتتح هذه الليلة أن اقدم لكم حادي ركب منبر السلام العادل المهندس الطيب مصطفى.
مرحلة عجيبة ومدهشة:
المهندس الطيب مصطفى ابتدر حديثه بالحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الامين، وقال: إخواني وأخواتي وأبنائي وبناتي.. أخاطبكم في هذا اليوم وفي هذه الليلة عن هذا الامر الجلل الخطير، فقد استدبرنا مرحلة عجيبة ومدهشة في تاريخ السودان، وتعلمون ان السودان منذ أن نال استقلاله ظل أسيراً بهذا القيد، قيد الوحدة بين الشمال والجنوب، والشحمة والنار، والقطة والفأر والليل والنهار، الوحدة أو الزواج بين القط والفأر.. هذه كانت حالنا طوال العقود الماضية، ولذلك انبرى منبر السلام العادل للتصدي لهذه القضية، ولكي يقول للناس ما يعلمون أنه الحقيقة، لكنهم كانوا يسكتون.. كانوا لا يقربون هذا الرأي، لأنه حُرم في حياتهم السياسية منذ أن كنا في مرحلة الأساس حُرم لنا هذا الرأي الانفصالي.. وظللنا نردد «منقو قل لا عاش من يفصلنا» «يعني يموت البفصلنا»، مع أن الوحدة ظلت تقتل الشعب السوداني.. والانفصال الذي يعتبر الوسيلة الوحيدة لإنقاذ الشعب السوداني من القتل، جرم وحرم، وقدس الناس الوحدة وجعلوها صنما كصنم السامري يعبدونه بالليل والنهار فيتغنون له وينشدون.
شوكة الوحدة السامة:
يقول رئيس منبر السلام العادل: هذه هي القضية.. قدسنا شيئاً كان ينبغي أن يركل وجعلنا من شيء تافه أمراً مقدساً.. هذا الأمر التافه الذي يُسمى بالوحدة لم يصنعه اهل السودان وإنما قرره مستعمر لئيم أراد ان يدخلنا في نفق مليء بالثعابين السامة التي ظلت تلدغنا بالليل والنهار، والانجليز لم يريدوا لنا خيرا عندما وحدوا بين المتناقضين المتشاكسين.. هذا تعريفهم وسياستهم، فلا يخرجون من بلد إلا ويتركون فيه شوكة سامة تنهش خاصرة هذا البلد وهذا الشعب.. ماذا فعلوا في الصومال عندما خرجوا منه؟ ماذا فعلوا في فيتنام ودول الشرق الاوسط واليمن وفي شتى دول العالم؟ خرجوا بعد أن مزقوها وأعادوا تشكيلها بصورة غير منطقية، حتى يصنعوا مشكلات دائمة تؤرق الشعوب التي خرجوا من بلادها بعد ان استعمروها دهرا.. هذه سياستهم التي سموها «فرق تسد». وأود أن اسأل سؤالاً.. الانجليز اجتهدوا اجتهادا كبيرا لكي يمنعوا الوحدة بين مصر والسودان، وهذا موجود في الوثائق التاريخية، فهناك كتب كثيرة وكتابات كثيرة تحدثت عن هذا الامر، لكن اجتهدوا لمنع اي تداخل بين مصر والسودان، بالرغم من أن ما يجمع بين شعبي مصر والسودان أكبر بكثير مما يجمع بين الشمال والجنوب، ولكنهم وصلوا هناك وفصلوا هنا، ووصلوا ما امر الله به أن يقطع، وقطعوا ما أمر الله به أن يوصل.
المنبر فكَّر وقدَّر:
يواصل المهندس الطيب مصطفى حديثه فيقول: اتحدث لأبين أن ما شهدتموه خاصة في هذه المنطقة بالذات يوم الاثنين الاسود والاحد الدامي وفي كل الفترة السابقة من تشاكس وتناحر، كان امرا طبيعيا لأنه لا يمكن ان تجمع بين شعبين متنافرين في آن واحد، ولا نقول هذا لكي نقدح في حق الجنوبيين، ولكن لنقرر حقائق، والذي فعله منبر السلام العادل انه فكَّر وقدَّر.. فلماذا اختارت شعوب كثيرة لم تحدث فيها حروب كالتي حدثت بين الشمال والجنوب الانفصال؟ ولماذا اختارت هذه الشعوب الانفصال دون ان تراق قطرة دم واحدة، بينما اخترنا نحن التشبث بوحدة ظلت تدمر حياتنا وتسفك دمنا وتعطل مسيرتنا؟ لماذا؟ هذا هو السؤال الذي سأله منبر السلام العادل، وتصدى له بشجاعة، وجعل الصوت الذي كان خافتا صوتا جهيرا، واصبح يسأل لماذا اختارت الشعوب الاخرى الانفصال مع عدم وجود مبررات واضحة، بينما ظللنا نحن نتشبث بالوحدة؟ وبحثنا في تاريخ العلاقة بين الشمال والجنوب ووجدنا انها لا تستقيم ان تستمر، وما حدث يوم الاثنين الاسود ان الضيوف الذين جاءوا هربا من الحرب هم الذين استباحوا الخرطوم، رغم ان اهل الخرطوم لا علاقة لهم بموت قرنق، وعندما استشهد ابناء الشمال في الجنوب لم يفكر شمالي واحد في الانتقام من ابناء الجنوب المقيمين بالشمال، لماذا يحدث ذلك الذي حدث يوم الاثنين الاسود؟ وقبل يوم الإثنين الاسود طرحنا هذا السؤال، وجاءت الاحداث التي عضدت ما قلناه، وتأكد لكثيرين انه من الاستحالة الجمع بين «الشحمة والنار».
اردت من هذه المقدمة ان اقول إننا قد فعلنا الشيء الطبيعي جدا لأن جنوب السودان اختار الانفصال، وكانت قراءات الكثيرين خاطئة بمن فيهم المسؤولون في الدولة، فـ 98% من ابناء الجنوب اختاروا الانفصال وحتى الذين كانوا يعيشون بيننا من الجنوبيين كانت الاحزاب السياسية بمن فيهم المؤتمر الوطني، يحملونهم بسياراتهم ليصوتوا للوحدة، ولكنهم صوتوا للانفصال. وتبين للناس في ذلك اليوم ان المنبر هو الذي كان ينظر بعين زرقاء اليمامة، وتبين للذين كانوا يعولون على الوحدة أنهم لا يعولون على شيء مثل السراب.

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
					1	2
3	4	5	6	7	8	9
10	11	12	13	14	15	16
17	18	19	20	21	22	23
24	25	26	27	28	29	30